بما أن تدفق الهواء يواجه الجبال أو التلال، فإنه يضطر إلى الارتفاع؛ ويُشار إلى هذه الظاهرة الرفع الجبلي. وإذا كان التدفق رطباً بما فيه الكفاية، فإن السحب تتشكل في جانب الجبال المقابل للرياح وتسمى بالسحب الجبلية (الشكل 2).
الشكل 2 - السحب الجبلية في الأوضاع المستقرة وزيادة الرطوبة في اتجاه الريح
ويعتمد نوع السحاب الناشئ على استقرار الهواء ونسبة الرطوبة. كما يرتفع الهواء فوق منحدر بسبب الاحترار النهاري، وبالتالي فإن الرفع الحراري والرفع الجبلي على حد سواء يعملان معاً في غالب الأحيان لتوليد سحب ركامية طويلة وذات امتداد رأسي (الشكل 3). ومن ثم، فإن مناطق التلال غالباً ما تشهد سحباً أكثر من المناطق الأرضية المنخفضة القريبة.
الشكل 3 - السحب الجبلية في الأوضاع غير المستقرة وزيادة الرطوبة في اتجاه الريح
والسحب القائمة أصلاً التي تصل فوق المناطق الجبلية أو التلية، والتي تكون في ارتفاعات تشبه ارتفاعات العقبات، قد يتغير شكلها وبنيتها نتيجة للتضاريس. وتصبح أكثر كثافة، ويزيد حجم وتركيز قطيرات الماء والجسيمات الجليدية وكثيراً ما يزيد امتدادهlentا الرأسي. وتشّكل هذه السحب تاجاً فوق الهضبات. وقد يبدأ الهطول أو تزيد شدته. وفي كثير من الأحيان، يكون هناك هطول جبلي غزير في جانب أعلى الرياح، لاسيما في الحواجز التي تقع قرب البحر. وهذه العملية، التي يُشار إليها بالتعزيز الجبلي للهطول، تقتضي ظروفاً سينوبتيكية خاصة لا ترتبط بالتضاريس.
وتصبح السحب رفيعة وتتبدد في الجانب المدابر للرياح، حيث تسبب التضاريس حركة هبوطية وتقل الهطول إلى حد كبير (الظل المطري). وفي حال كانت الجبال معزولة، غالباً ما يكون شكل السحب الجبلية كالطوق الذي يحيط بالجبال أو كالقلنسوة التي تغطي القمة، ويكون كلاهمها متناظران إلى حد ما. لا تتسبب هذه السحب في الهطول، وإن حدث يكون بشكل ضئيل. وفي حال وجود حاجز جبلي، تشير السحب في شكل قلنسوة، المرصودة من الجانب المدابر للرياح، إلى النشاط الموجي الهابط المحتمل. وفي بعض الأحيان، تشبه السحب، التكدس أو الجدار الذي يتبع حواف الجبل. ومن المهم تذكّر أن غياب السحب لا يعني غياب الموجات. وفي ظل الظروف الجافة، قد تكون الموجات موجودة دون وجود سحب في شكل قلنسوة.
الشكل 4 - السحب الجبلية في الأوضاع المستقرة وانخفاض الرطوبة في اتجاه الريح
وعندما تكون الرياح شديدة، يمكن رصد السحب الجبلية الناشئة قرب قمة الجبل وهي تنتشر بعيداً عنه في الجانب المدابر للرياح. وهذا ما يسمى بالسحاب الصبير ، وينبغي عدم الخلط بينه وبين الثلج الذي تذريه الرياح من قمة الجبال.