تضمنت الطبعة السابقة من الأطلس الدولي للسحب، التي صدرت في عام 1956، مجلدين اثنين: إذ يحتوي المجلد الأول نصاً وصفياً وتفسيرياً، والثاني مجموعة من الصور لتوضيح ما جاء في المجلد الأول. وهذا المطبوع هو الطبعة الجديدة من المجلد الأول المصممة لتحل محل الطبعة الأصلية. ويصف قسم التقديم الظروف التي أدت إلى اتخاذ قرار نشر طبعة جديدة، كما يشيد العديد من خبراء الأرصاد الجوية الذين كرّسوا وقتهم وجهودهم لإعداد هذه النسخة الجديدة من نص الأطلس، والمحسّنة إلى حد كبير.
ودرست لجنة الأرصاد الجوية السينوبتيكية خلال دورتها الرابعة (فيسبادن، 1966) الردود المتلقاة من الأعضاء إجابة على الاستفسار بشأن معايير الرؤية التي تتبع للإبلاغ عن الشابورة والضباب. وكذلك، بشأن مسألة ما إذا كان ينبغي اعتبار الشابوة والضباب ظاهرة واحدة لا غير من الظواهر الجوية المائية. وقد أُشير، في هذا السياق، أن طبعة الأطلس الدولي للسحب لعام 1956، قد تناولت كل من هاتين الظاهريتن على حدة على أنهما ظاهرتين مختلفتين من الظواهر الجوية المائية.
واعتبرت لجنة الأرصاد الجوية السينوبتيكية أن الشابورة والضباب ظاهرتان تنجمان عن نفس العملية وينبغي تناولهما على أنهما ظاهرة جوية مائية واحدة بعينها. أما من الناحية العملية، فيمكن مع ذلك مواصلة استخدام المصطلحين "ضباب" و"شابورة" للدلالة على اختلاف شدة الظاهرة، ويصبح مصطلح "الشابورة" مرادفاً للضباب الخفيف، مع إبقاء مدى الرؤية الأقصى البالغ 1000 متر، المستخدم حتى الآن، كمعيار للكثافة.
وخلال نفس الدورة، استعرضت لجنة الأرصاد الجوية السينوبتيكية، مقترحاً لإعادة النظر في تعاريف ووصف الظواهر الجوية المائية الواردة في طبعة الأطلس الدولي للسحب لعام 1956. وكان سبب إعداد هذا المقترح التطورات الكبيرة التي طرأت في فيزياء الظواهر الجوية المائية منذ أن أوصت اللجنة باستخدام ذلك الوصف.
ووافقت اللجنة على ضرورة إعادة النظر في الأطلس، ولاسيما فيما يتعلق بالظواهر الجوية المائية التي تظهر في المنطقتين القطبيتين والمناطق الجبلية. ولهذا الغرض فقد قررت اللجنة (بموجب القرار 8 (CSM-IV)) إنشاء فريق عمل معني بوصف الظواهر الجوية المائية يتألف من الأعضاء التالية أسماؤهم: L. Dufour (بلجيكا)، رئيساً للفريق وممثلاً للجنة علوم الجو (الايرولوجيا)، وG. A. Gensler (سويسرا)، وE. Hesstvedt (النرويج)، وH.D. Parry (الولايات المتحدة الأمريكية)، وB.V. Ramanamurthy (الهند)، وA. Rouaud (فرنسا).
وأوصى الفريق، في المقام الأول، بوجوب تصنيف السحب على أنها ظاهرة جوية مائية، وهو ما يستدعي تغيير تعريف "السحب" الذي لم يُشِر إلى مثل هذا التصنيف. ووجب أيضاً تغيير تعريف "الشهب" لأنها كانت تعرف حتى الآن بأنها "الظواهر الأخرى من غير السحب...". كما استعرض الفريق أيضاً جميع التعاريف والأوصاف الخاصة بالظواهر الجوية المائية الأخرى غير السحب.
وفي أعقاب التوصيات التي قدمها فريق العمل المعني بوصف الظواهر الجوية المائية المنشأ بموجب القرار (CSM-IV) 8، أوصت لجنة الأرصاد الجوية السينوبتيكية خلال دورتها الخامسة (جنيف، 1970)، بأنه ينبغي اعتماد التعاريف والأوصاف المنقحة الخاصة بالظواهر الجوية المائية من غير السحب، وأنه ينبغي تنقيح المجلد الأول من الأطلس الدولي للسحب وفقاً لذلك (التوصية (CSM-V) 41). ووافقت اللجنة التنفيذية، في دورتها الحادية والعشرين، على هذه التوصية وطلبت إلى الأمين العام للمنظمة (WMO) أن يتخذ الترتيبات اللازمة لإصدار النص المنقح (القرار (EC- XXII) 14).
ونظراً إلى أن طبعة المجلد الأول من الأطلس الدولي للسحب لعام 1956 لم تعد تطبع، وإلى أن المؤتمر العالمي السادس للأرصاد الجوية قد اعتمد مبدأً مفاده أنه ينبغي أن يُحوّل أي مطبوع يشكل مرفقاً للائحة الفنية إلى دليل – وهو ما كان صحيحاً جزئياً بالنسبة للمجلد الأول من الأطلس- فإن فريق العمل الاستشاري التابع لجنة النظم الأساسية (CBS، والتي كانت سابقاً لجنة الأرصاد الجوية السينوبتيكية) قد اعتبر، في دورته الثانية (جنيف، 1971) أنه ينبغي إعداد مشروع أولي لطبعة المجلد الجديدة، لا يتضمن من حيث المبدأ سوى نصوص لديها نفس القيمة القانونية لأحكام اللائحة الفنية، بما في ذلك بطبيعة الحال التعاريف المنقحة التي اعتمدتها لجنة الأرصاد الجوية السينوبتيكية في دورتها الخامسة.
ووفقاً لقرار فريق العمل الاستشاري التابع للجنة النظم الأساسية (CBS) المذكور أعلاه، دُعيَ خبير (السيد A. Durget، فرنسا) إلى تنقيح المجلد الأول من الأطلس الدولي للسحب. وأوصت لجنة النظم الأساسية في دورتها السادسة (بلغراد، 1974) بأنه ينبغي إصدار المشروع المنقح ليحل محل طبعة عام 1956 وأنه ينبغي أن يُطلَب من الأمين العام اتخاذ الترتيبات اللازمة لنشر تنقيح ملائم للأطلس الموجز لكي يتماشى مع الطبعة الجديد للمجلد الأول من الأطلس الدولي للسحب (التوصية (CBS-VI) 18). وأقرّت اللجنة التنفيذية، في دورتها السادسة والعشرين، هذه التوصية وطلبت إلى الأمين العام تنفيذها (القرار (EC- XXVI) 3).
وخلص الخبير، خلال عمله على تنقيح الأطلس، إلى أنه من شبه المستحيل وبالتأكيد من غير المحبذ، استبعاد أجزاء طبعة الأطلس لعام 1956 التي ليست لديها نفس القيمة القانونية لأحكام اللائحة العام استبعاداً منهجياً. فلا يمكن، في الواقع، فصل بعض تلك الأجزاء عن النصوص التي تشير إليها والتي تم الإبقاء عليها على أنها أحكام اللائحة الفنية دون أن يؤثر حذفها تأثيراً كبيراً على وضوح المطبوع واتساقه. والأجزاء الأخرى التي ليس لديها نفس وضع اللائحة الفنية والتي لم يكن إدراجها في الأطلس لازماً بالمعنى الدقيق، لا غنى عنها في ضوء أهميتها الكبيرة بالنسبة لمستخدمي الأطلس. ولكن، الجزء الرابع من المجلد الأول – بعنوان "مجلة السحب والشهب"- لم تدرج في الطبعة الجديدة نظراً لأنها لم تحظى بالاهتمام على المستوى الدولي.
وبما أن مجلدي الأطلس الدولي للسحب معروفان جيّداً تحت هذا العنوان فقد أبقي عليه في هذه الطبعة. ولكن، لأغراض الاتساق مع المطبوعات الأخرى للمنظمة (WMO) التي تشكل مرافق للائحة الفنية والتي يشار إليها وفقاً لذلك "مراجع"، يحمل هذا المطبوع عنواناً فرعياً "مرجع رصد السحب والشهب الأخرى".
وعلاوة على ذلك، فإن أجزاء المطبوع التي لديها نفس الوضع القانوني للائحة الفنية تتميز عن بقية الأجزاء من خلال نسق مختلف في الطباعة. وبالمثل، فقد استخدم نظام ترقيم الفقرات مماثل لما هو مستخدم في اللائحة الفنية.
وكنتيجة لاعتماد تعريف جديد "للسحب"، التي تعتبر الآن بمثابة ظاهرة جوية مائية، وبالنظر إلى التغيير المماثل في تعريف "الشهب"، كان يعتقد أنه من الضروري إعادة ترتيب نسق الأطلس ترتيباً كاملاً من خلال إعادة ترتيب الأجزاء والفصول على نحو يمكّن من تقديم تعريف "للشهب" و"الظواهر الجوية المائية" قبل تناول السحب والشهب الأخرى بالتفصيل.
وبالتالي، تتضمن هذه الطبعة من المجلد الأول ثلاثة أجزاء، إذ يحتوي الأول، إضافة إلى التعريف الجديد "للشهب"، تصنيفاً عاماً للشهب من حيث الظواهر الجوية المائية (بما في ذلك السحب)، والظواهر الجوية اليابسة، والظواهر الجوية الضوئية، والظواهر الجوية الكهروبائية، وكذلك تعريف كل من هذه المجموعات الأربع من الظواهر. وهذه النصوص المتنوعة قد اقتبست من الفصل الأول، الجزء الثاني، من طبعة المجلد الأول لعام 1956، مع الأخذ في الاعتبار، عند صياغتها، المفاهيم الجديدة التي وضعتها التوصية (CMS-V) 41 والتي أقرها القرار (EC-XXII) 14.
ويتناول الجزء الثاني حصرياً السحب. ويلخص، مع بعض التغييرات في الصياغة أساساً، مختلف الفصول التي تتناول مسألة السحب في طبعة المجلد الأول لعام 1956: تعريف السحب وتصنيف السحب؛ وتعريف أجناس السحب أنواعها وأصنافها، وما إلى ذلك؛ ووصف السحب؛ والتأثيرات الجبلية؛ والسحب على نحو رؤيتها من الطائرات؛ والسحب الخاصة؛ ورصد السحب من سطح الأرض؛ وترميز السحب في الرموز CL وCM وCH والرموز المقابلة لها.
أما الجزء الثالث فيتناول الشهب الأخرى من غير السحب. وهو يتألف من ثلاثة فصول: تصنيف الشهب الأخرى والرموز الخاصة بها؛ وتعاريف الشهب الأخرى ووصفها؛ ورصد هذه الشهب من سطح الأرض. وأدخلت النصوص ذات الصلة بالظواهر الجوية المائية في النسخة الجديدة بموجب التوصية (CSM-V) 41 مع تعديلات في الصياغة.
وفيما يلي عناوين تذييلات طبعة المجلد الأول لعام 1956: التذييل الأول – أصل التسميات اللاتينية للسحب، والتذييل الثاني – المراجع التاريخية لتصنيف السحب، والتذييل الثالث – مراجع تسميات السحب، وقد احتفظ بهذه التذييلات كما هي في هذه الطبعة من الأطلس. كما احتفظ أيضاً بالفهرس الأبجدي للكلمات والعبارات مع تحديثه على النحو المناسب.
وباسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أود أن أعرب عن امتناني للسيد L. Dufour وأعضاء فريق عمله، وكذلك للسيد A. Durget على مساهماتهم القيّمة في إعداد هذه الطبعة من المجلد.
ديفيد أرثر دافيز
الأمين العام